نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 10 صفحه : 183
وقال عقبة بن
عامر : لما نزلت (فَسَبِّحْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الْعَظِيمِ) قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اجعلوها في ركوعكم» [١٣٢] [١] فلما نزل (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) قال صلىاللهعليهوسلم : «اجعلوها في سجودكم» [١٣٣] [٢].
(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ
الْأَعْلَى) يعني قل : سبحان ربّي الأعلى ، وإلى هذا التأويل ذهب
جماعة من الصحابة والتابعين ، وقال قوم معناه : نزّه ربّك الأعلى عما يقول فيه
الملحدون ويصفه به المبطلون ، وجعلوا الاسم صلة ، ويجوز أن يكون معناه ، نزّه ذات
ربّك عما لا يليق به ، لأن الاسم والذات والنفس عبارة عن الوجود والإثبات.
وقال آخرون :
نزّه تسمية ربّك وذكرك إياه إن تذكره إلّا وأنت خاشع معظّم ولذكره محترم ، وجعلوا
الاسم بمعنى التسمية ، وقال الفراء : سواء قلت (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ) أو سبح باسم ربّك إذا أردت ذكره وتسبيحه ، وقال ابن
عباس : صلّ بأمر ربّك الأعلى.
(فَهَدى) : قال مجاهد : هدى الإنسان لسبيل الخير والشر والسعادة
والشقاوة وهدى الأنعام لمراتعها ، وقال مقاتل والكلبي : عرّف خلقه كيف يأتي الذكر
الأنثى ، وعن عطاء قال : جعل لكل دابة ما يصلحها وهذا حاله ، وقيل : هدى لاكتساب
الأرزاق والمعاش ، وقيل : خلق المنافع في الأشياء وهدى الإنسان لوجه استخراجها منه
، وقيل : هدى لدينه من يشاء من خلقه.
قال السدي :
قدر الولد في الرحم تسعة أشهر ، أقل ، أو أكثر ، وهدى للخروج من الرحم.
وقال الواسطي :
قدّر السعادة والشقاوة عليهم ثم يسّر لكل واحد من الطالعين سلوك ما قدّر عليه ،
وقيل : قدّر الأرزاق فهداهم لطلبها ، وقيل : قدّر الذنوب على عباده ثم هداهم الى
التوبة.
(وَالَّذِي أَخْرَجَ
الْمَرْعى) النبات من بين أخضر وأصفر وأحمر وأبيض.